الثلاثاء، 24 يناير 2012

مدينة الخلود








كـ ملكةٍ على عرشِ البطولةِ تربعت
و كـ سيوفِ الحق في دربِ الطُغاةِ استوت
و كـ لوحةٍ بـ أنشودةِ الأحرارِ تغنت
الإخاءِ عِنوانُها .. و الطيبةُ سلوكها
و العفو من شيمها .. و الكبرياءُ عشيقُها
بـ خيوطٍ من السماء تدلت
و باتت في الأرضِ رمزً للشموخِ و لِصمودِ
هي التي وقف قلمي عاجزً عن وصفها
هي التي تاهت كلماتي في محرابِ جمالها
هي التي تعاركت المعاني فيما بينها حين قررتُ أن اكتُبَ عنها
فـ سمائُكِ مِحرابي
و أرضُكِ موضعُ سُجودي
و نهرُكِ قبلتي
فـ من ذا سيمنعُ عابدٍ مُتشددٍ
من العِبادةِ فيكِ ..؟
يا من جعلتِ الشمس تُلملم نورها حين سطعَ اسمكِ
سألتُكِ بالله لا تنحني
فـ أنتِ للعزةِ عنوانٌ كُتب بدمِ أبنائكِ الأبرار
فـ لملمي جراحكِ و هيا نمضي لعُرس الحريةِ
و امنعي دموعكِ من الهطول
فـ لم يعد للبكُاء في روايتنا فصول
فقد حان الآن موعدَ غسلِ السوادِ عن القبور
قبور من في سبيلكِ طاب لهم الموت و استساغ 
فـهُم الآن منارة الخلود
فـ كم بحثتُ عن الموتِ في سبيلك
و لكن حرماني من هذا الشرف هو قدري الموعود
لعلَ الموتَ قد أضاع طريقهُ إليّ 
فـ إن لاقيتموه أخبروهُ 
أنني أبحثُ عنهُ و أنتظرهُ عندَ قبورِ الشهداء
شُهداء مدينة أبي الفداء
مدينة الرجولةِ و الإباء
فـ أبشري يا حماة أبشري
فـ إن أولادكِ لكِ فداء
فقد باتت أرواحنا هي آخرُ ما تهمنا
و دمائُنا هي آخرُ ما تعنينا 
و حماة هي أولُ و أخرُ عِشقنا
و بالروح و الدم نفديها
و أعذريني حين تصورت العشق بعيدً عنكِ عشق
فـ لا بارك الله في عشقً لست العشيقة فيه
حماة مدينة الخلود فيكِ الروح و فيك الحُب
حماكِ الله يا أُم النواعير


عُــــ م ــــر